فصل: فصل في السحج:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في علاج جراحة الشجاج:

وأما تدبير العظم فيها وما يعرض من أعراضها المخوفة فقد قيل في باب العظام والجبر.
وأما ملحمات قروحه فالخارج منها يكفيه أدنى دواء مجفف خفيف ليذرّ عليه من الدواء الرأسي وهو متخذ من الصبر والمر والكندر ودم الأخوين وكذلك الأدوية الخفيفة من المذكورة في الجراح فإن كان هناك سيلان دم فيعالج بما ذكرناه في باب نزف الدم ويجب أن يطعم صاحبه أدمغة الدجاج مشوية ما أمكن فإنه على ما شهد به قوم مقو للدماغ وحابس للنزف وإن كان فيه رأي آخر.
وكذلك ماء الرمان المر ويضمد بعصا الراعي.
ومن الأدوية الجيدة للجراحة وللدم أن يؤخذ الخمير المحمض اليابس ويسحق ويذز عليه ولا يرطب.
وأما ما يمنع الورم فالتضميد بدقيق الشعير والسميد معجوناً بزوفا رطب وكذلك سويق الشعير مع الفوتنج ينفع من رضّته وسائر التدبير يؤخذ من باب العظام.

.المقالة الثانية: السحج والرض والفَسْخ والوثي والسقطة والصدمة والحزق ونزف الدم ونحو ذلك:

.فصل في التقدمة:

قد علمت في الكتاب الأول ما معنى الفسخ والهتك وأما الوثي فهو أن يكون قد زال العضو عن مفصله زوالاً غير تام ولا ظاهر بين فيكون خلعاً والوهن دون الوثي وكأنه أذى من تمدد يلحق الرباطات في المفصل وما يحيط به من اللحم لو كان معه أدنى زوال كان وثياً.
ومن الناس من يسمي الوهن والمعنى الذي سميناه وثياً باسم عام ومن الناس من يسمي بالوثي الانفصال من أحد جانبي المفصل مثل أحد جانبي الكعب والرسغ مع لزوم الجانب الآخر وإن كان انفصالاً ظاهراً والذي نريد أن نقدمه ونتكلم فيه أولاً هو الفسخ الذي يعرض للعضل في أوساطها والهتك في أطرافها.

.فصل في الفسخ والهتك:

إذا عرض للعضلة أن تفسخت عرض من ذلك بين أجزائها عدد من تفرق الاتصال كثير ينصبّ إليه لا محالة دم كثير لا محالة أن ذلك تورّم وأقلّ أحواله أن يجتمع فيه دم فيعفن لأنها أكثر مما يرجى.
تحلّله من المنافس وخصوصاً عن منافس ضاقت بالضغط الواقع من الفاسخ خازجاً وبالضغط الواقع من الورم داخلاً ولذلك إن لم يتدارك الأمر فيه تأدى إلى فساد العضو وربما تبع الفسخ والسقطة والصدمة غدة فيجب أن تبادر إلي علاجها لئلا يتسرطن ولا يجب أن تشتغل في الهتك بإعادة اتصال الليف المنقطع بل بتسكين الوجع.

.فصل في الملاج:

قد لا يوجد في كثير من الأحوال في هذه العارضة بدّ من الفصد بل أصحاب الصناعة يبادرون إلى ذلك وإن كان البدن نقياً وإذا وقع الفصد وبودر إلى الأضمدة المانعة المشددة لم يعرض منه ما يحتاج إلى علاج يحتفل به كان منعها بتبريد وقبض أو بواحد منهما وأما إذا تأخر ذلك وبادر الدم إلى خلل التفرق وخفّت الآفات المذكورة فلا بد في علاجه من استخراج ذلك الدم لئلا يعوق عود الاتصال إلى حاله فإن كان بحيث يمكن أن يتحلل بتسخيف المسام بالنطولات بمياه حارة ونحوها وبما يستعمل على المضروب مما نذكر وأيضاً بالأدوية المغشية للدم الميت والأدهان المحللة للأعياء وبأن يسقى أشياء من باطن تعين على التحليل فعل ذلك واقتصر عليه.
وهذه المغشيات المعينة على ذلك مثل مقل اليهود والقسط والقنطوريون الغليظ بالسكنجبين ليعين السكنجبين أيضاً على ذلك بالتقطيع.
وأما الأدوية المغشية للدم الميت فالضعيف مثل دقيق الشعير والزوفا الرطب والسميد المعجون بالماء والقوي مثلى الفودنج الجبلي مع سويق وخصوصاً إذا وقع في الرأس.
وبالجملة ما له إرخاء بحرارة لطيفة يحلل تحليلاً لطيفاً وربما يجفف تجفيفاً لطيفاً فإن الشديد التحليل والتجفيف يستعجل في تأثيره فيحلل اللطيف ويحبس الكثيف بتجفيفه ويسد المسام أيضاً بتجفيفه فهذا القدر كاف للمؤنة في الأكثر فيما تفرّق اتصالاتها قريبة إلى الجلد وظاهرة غير غائصة فإن لم تكن كذلك وكانت التفرّقات كثيرة وغائضة وبعيدة من الظاهر لم يكن بد من الشرط وعلى ما الحال عليه في الأورام والقروح الرديئة ولا يكون حاله حال المضروب فإن المضروب قد انجذبت مادته إلى الجلد والجلد في طريق التقرح وهذا تفرق الاتصال فيه غائص غائر فلذلك لا يطيع فلا بد من استعمال الجاذبات بالقوة ومن المحاجم والشرط.
وربما كان الأمر أعظم من هذا وصار العضو إلى تورّم عظيم خارجاً ويجمع فحينئذ يجب أن تبادر إلى التقيّح وإحالة ما يجتمع فيه مدة ليسكن الوجع بما يتقيح وتتحلل المادة بالتقيح فإن ذلك على كل حال يتقيّح ولأن يتقيح أسرع بمعونة العلاج فهو أسلم وربما حللته الأدوية المقيحة من غير تقييح خصوصاً إذا أعانتها الحرارة الغريزية وسعة المنافس ثم تأمّل الأدوية المذكورة في باب السقطة والصدمة.
وأما الرباط الذي يستعمل على الفسوخ فقد قيل في صفته أنه إذا حدث رضّ أو فسخ فاربطه وليكن الربط على الموضع نفسه شديداً جداً واذهب بالرباط إلى فوق ذهاباً كثيراً يعني إلى ناحية الكبد وإلى أسفل قليلاً ولا تزد جبائر ولا رفائد ولا تطل عليه جباراً كثيراً لأنه يحتاج أن يتحلل ذلك الدم الميت ويحتاج إلى إمعان ذهاب الرباط إلى فوق لئلا ينصب إليه شيء ما ذهب إلى فوق فليكن أرخى ولتكن خرقة رقيقة صلبة ليحتمل الشد ويسرع اتصال التطوّل به وينصب العضو إلى فوق كما يفعل في نزف الدم.
وهذا العلاج أعني الرباط ينبغي أن يكون قبل أن يرم العضو لأن العضو إذا ورم لم يحتمل غير الرباط المعتدل فضلاً عن شدة الغمز ولذلك يدارى حينئذ بالأضمدة وبمواصلة صب الماء الحار عليه.
وأما الغدد التي تتبع الفسوخ فعلاجها بالأسرب يوضع عليها لئلا تزيد وتعظم وربما تفدغت وتفسخت.

.فصل في السقطة والصدمة بحجر أو حائط أو غيره:

إن السقطة والصدمة تؤلم وتؤذي بالفسخ والرضّ وتكون فيها مخاطرة بسبب تفرق اتصال العظام أو تفرق اتصال يقع في الأحشاء في أغشيتها وعصبها وفي العروق الكبار لتي لها وتكون فيها مخاطرة أيضاً بسبب شدة الألم.
وكلما كانت الجثة أكبر كان الخطر أشد ولذلك صار الأطفال لا يعرض لهم في سقطاتهم من الأذى ما يعرض للبالغين.
والغمد تكبر أيضاً في السقطات والصدمات والضربات ويحتاج أن يتدارك بما وصفناه في موضعه وقد تعرض من السقطة والصدمة آفات عظيمة من انقطاع جانب من القلب أو المعدة فيموت الممنو بذلك في الوقت وقد يعرض أن يحتبس البول والبراز أو يخرجا بغير إرادة وقد يعرض قيء الدم والرعاف الشديد بسبب انقطاع عرق في الرأس أو الكبد أو الطحال ونفخ البطن وشقة النفس وانقطاع الصوت والكلام.
ومن أصابته صدمة أو سقطة أو غير ذلك فانقطع كلامه وانتكس رأسه وذبل نخسه وعرقت جبهته واصفرّ وجهه أو اخضرّ فإنه ميت في الحال.
فإذا عرض له أو للمنخوس أو للمضروب ضرباً مبرحاً في الدم قيء الدم في الوقت ولين طبيعة فهو مائت وأسلمه أن يتقيأ دماً مخلوطاً بطعام خصوصاً إن كان قد تورم ظاهره ثم إذا استبطن الورم وسكن الورم ثم قاء بعد ذلك مدة فإنه يموت مكانه ومن وقع على صماخه وسال منه دم كثير فلا بد أنه يورم ويقتل ومن سقط على رأسه فإنه كثيراً ما لا يتكلم فإذا بقي إلى الثالث لا ينص ولا يزيد فيحقن في الثالث وينتظر إلى السابع ولا يحرّك قبل ذلك بشيء وصاحب السقطة إذا لم يحمر موضع سقطته فالعضو عصبي.
فصل في العلاج:
يجب إن لم يكن كسر وخلع أو نزف دم أن تبادر إلى العضو المصدوم أو المرهون بالسقطة فيجعل عليه ما يشدده ومع ذلك فيلزم معالج هذا الباب ألن يتثبت حتى يظهر له أن ليس في الباطن سبب مبادر إلى الإتلاف فان احتاج أن يستظهر أكثر وأوجب الحال ذلك فيجب أن تبادر فتفصد وتستعمل حقنة لينة رقيقة ثم إن أمكنه أن يشدد الموضع ويشدد شقاً إن وقع بما نذكره بادر إليه والأدوية المحتاج إليها هي المشدّدة المغرية أيضاً والمحلّلة للمادة برفق وإرخاء كما في الفسخ والملحمة الملصقة من خارج وداخل وأجود غذائه الماش والحمص.
وأما الأدوية التي يجب أن يتناولها من به فسخ أو صدمة أو سقطة فالفاضل المقدم فيها الموميا أي الخالص مع الدهن المعروف بالزئبق والشراب وربما تبع بشيء من الحقن يسقى الراوند الصيني مع مثقال من قوة الصبغ في شراب والطين المختوم وبعده اللاني والأرمني والسمّاق والأنزروت ينفع جداً بالجامه والشب ملصق نافع مسدد وهو مما يشتدّ نفعه.
وللزرنيخ قوة عجيبة في جميع ما يحتاج إليه من الإلحام وتحليل الدم ومنع الورم ومنع الدم ومنع الآفة إذا سقي وعصارة للقنطوريون الأكبر والراوند والقسط والمقل مشروبات بالسكنجبين نافعة كلها ومما يسقونه للتليين والإطلاق الخيار شنبر ودهن اللوز.
صفة قرص جيد: يؤخذ راوند صيني ثمانية لكّ أربعة فوة أربعة طين مختوم ثلاثة يقرص ويسقى في ماء الحمص ومن الأدوية التي توضع عليه الذريرة بالمر والمصطكي والمغاث إذا ضمد به أو شرب فله خاصية جيدة في الكسر والخلع وفي الوثي والفسخ والضربة والسقطة والصدمة فإنه يبرىء ويلحم سريعاً ويسكن الوجع وإن كان دشبذ للكسر صلّبه وقواه.
ومن الأدوية المشددة الأقاقيا فإنه عجيب وفي الخبر أيضاً والصبر والطين الأرمني واللاني والمختوم والماش والسماق والجص والنورة المقتولين والأرز المسحوق ومن الملصقات الأنزروت ومن الكمادات الجيدة ورق السرو مطبوخاً بماء معصورر مخلوطاً بالزئبق وكذلك ورق الأثل وكذلك إن جعل فيها شب.
صفة دواء مركب مجرب: يؤخذ من المغاث ثلاثة أجزاء ومن الخطمي الأبيض والأنزروت جزء جزء ومن الزعفران قليل وهو ضمّاد جيد نافذ القوة إلى الغور وأما إذا كانت الضربة لم تورث وجعاً شديداً ولم تخف أن ورماً عظيماً يسبق إلى الموضع لنقاء البدن ولا خيف التقرح ولا كان هناك عضو مجوّف فيجب أن تبادر إلى الإرخاء بالزيت المسخن ونحوه وهذا مثل المضروب على ظهره وعلى يده وفخذه فإن هذا التدبير يسكن منه الوجع.

.فصل في الصدمة والضربة على البطن والأحشاء:

قد ذكرنا من ذلك في الكتاب الثالث ما فيه غنية ويجب أن يكون عليه العمل ويجعل الغذاء كل ملين مبرد مثل اللبلاب والسرمق والخبّازي ومن المغريات أيضاً مثل لسان الحمل يسقى أيضاً في أول الأمر من العصارات المبردة مع مخالطة من ملين مثل عصير عنب الثعلب أو لسان الحمل أو الهندبا مع الخيار شنبر.
ومما جرب أيضاً في هذا الباب أن يدق بزرقطونا ويؤخذ منه جزء من اللك والكهرباء من كل واحد نصف جزء وربع جزء ومن الزعفران سبع جزء والشربة منه درهمان بماء حار ويسقى قرصه بهذه الصفة.
ونسخته: يؤخذ من الكهرباء عشرة ومن الورد خمسة ومن الأقاقيا المغسول أوقية ومن السنبل الهندي ستة ومن إكليل الملك عشرة ومن المصطكي أربعة ومن قشور الكندر أربعة ومن الطين الأرمني سبعة ومن الزعفران ستة ومن جوز السرو ثمانية يقرص بماء لسان الحمل وهذا موافق خاصة إذا جاوزت العلة الأولى الأول ويجعل الضماد من مثل.
هذا الجنس.
ونسخته: يؤخذ التفاح الشامي ويطبخ بمطبوخ ريحاني حتى ينضج وينعم دقه ويؤخذ منه مائة درهم ومن اللاذن عشرون ومن الورد سته عشر ومن السنبل والمصطكي والأقاقيا المغسول من كل واحد أربعة عشر جزءاً ويعجن بماء السرو المعصور مع لسان الحمل وماء الكزبرة أحب إلي ويجوز أن يخلط به دهن السوسن ويضمد به.

.فصل في حال المضروب بالسياط ونحوها:

وعلاجه يجب أن يكون طعام المضروب بالسياط من الحمص المقشر المرضوض ومن اللوبيا الأحمر المقشر ويسقى بَدَلَ الماء ماء الحمص المنقوع ويسقى أيضاً أدوية المصدوم والساقط وخصوصاً الطين الأرمني وأيضاً راوند وزنجبيل يسقى من مجموعها درهم ونصف بماء حار.
وأما ما يوضع عليه فأفضل شيء له أن يؤخذ مسلاخ شاة قد سلخ في الوقت وهو حار رطب فيلزق على الموضع ويترك عليه لا يفارقه فربما أبرأه في اليوم الثاني.
وقد حلل الورم ومنع العفونة وخصوص إذا ذر تحت المسلاخ شيء من ملح شديد السحق ومما يذر عليه الخزف المدقوق وتراب الأتون ونحو ذلك وأيضاً يؤخذ المرداسنج والإسفيداج أجزاء سواء ويتخذ منهما ضمّاد قيروطي بدهن ورد وشمع وأيضاً طلاء من كثيراء وزعفران بالسوية وإن بقي أثر أبطله الزرنيخ وحجر الفلفل وقد يذكر ههنا موت الدم ونحن ذكرناه في كتاب الزينة.

.فصل في الوثي:

أفضل علاج الوثي للمفاصل الأليّة والتمر يجعل عليه ويترك فإنه يبرئه إذا أصاب الوثي وقد ذكرنا في باب كسر العظام أدوية كلها تصلح للوثي فلتؤخذ من هناك وإذا تخلف هناك وجع فداره في الشدّ وإلاّ فلا تبال.

.فصل في السحج:

وفيه سحج الخفَ السحج انقشار يعرض في سطح الجلد بمماسة عنيفة وقد يكون مع ورم وقد يكون مع غير ورم وقد يكون الجلد كله انسحج فانقطع أو تدلى ويحتاج إلى إلصاقه فيعالج بالإلصاق الذي قيل في باب الجراحات ويجب ما أمكن أن لا يقطع الجلد بل تبسطه عليه ولو مراراً فإنه يلصق آخر الأمر فإن لم يلصق ألصق بالمراهم المعمولة لهذا الشأن.
وأما المكشوف فالأولى أن يلصق عليه الدواء من غير ربط إلا أن لا يمكن فإن تجفيفه بالأدوية بمعونة الهواء أجود.
وأما السحج الخفيف فمن الأدوية الجيدة للسحج المفرد وخصوصاً سحج الخف أن تؤخذ الرئة وخصوصاً رئة الحمل وتلصق عليه فتبرئه.
وإذا لم يكن ورم نفع منه الجلود الخلقة المحرقة أو دهن الورد والزرنيخ الأحمر والقرع المحرق عجيب جداً موثوق به وخاصةً في سحج الخف ومن الأدوية الخاتمة الملحمة المدملة جميع ما فيه قبض خفيف مثل الأقاقيا والعفص خصوصاً محرقاً وإذا فعل ذلك بالسحوج الخفيفة والخفية كفى وربما كفى أيضاً المرهم الأبيض.
ومما هو أقوى أن يؤخذ إسفيداج الرصاص والأشق والدهن ودهن الورد والآس أو دهن الخروع ودهن السوسن يحل الأشق بالماء أو الشراب ويتخذ منه مرهم وربما كفى المرداسنج وحده بالشراب.
والسمّاق مجفف للسحج الخفيف والشجني مانع للورم.
ومن النطولات وخصوصاً إذا حدث شقاق من التسلخ ماء العدس وطبيخ الكشك والعدس وماء البحر مفتراً والتضميد بالمردي اليابس.
وأما إن ذهب الجلد كله فيحتاج إلى أن يمنع الورم بما فيه تجفيف وختم قوي ويكون الأمر فيه أصعب.